
عارف لكن غير فاهم
عندما كنت أقدم دورة “الذكاء العاطفي العملي” لأحد الشركات و اثناء الدورة استوقفني أحد المتدربين قائلاً: عندي سؤال لو سمحت!
تفضل. ثم قال: هل حضر رؤسائنا هذه الدورة؟ فأجبته أن لا علم عندي لكن هذه الدورة تعتبر من الدورات الأساسية لكل الموظفين و منهم الرؤساء و المدراء و غيرهم. ثم قال: و لماذا لا يتعاملون معنا بذكاء عاطفي إن كانو قد حضروا الدورة؟!
كي تحصل الفائدة من أي تعلم لابد من العمل على أربعة نقاط مهمة و فقد أحدها لا يحقق الفائدة المرجوة من التعلم لذا تجد أن أغلب الناس تعرف أمور كثيرة لكن فقد أحد هذه العناصر المهمة في عمليات التعلم يلغي فائدتها .
فأي برنامج تطوير لابد أن يعمل على عدة جوانب من جوانب شخصية القائد و المدير و الموظف و هي:
السمات الشخصية.
الجدارات.
القناعات.
المعرفة.
المهارات.
فتوفير معرفة فقط و بعض المهارات على استحياء لن يُحدث تطوير حقيقي و إنما سينتج قياديين و مدراء و أفراد عارفين لكن غير فاهمين و هذه مرحلة أصعب من مرحلة عدم المعرفة. لأن من لا يعرف قد يسعى ليتعلم لكن الذي يعتقد أن معرفته وحدها تكفي لن يقتنع أنه بحاجة لأن يفهم فتجد أن في داخل عقله صوت يتكرر “أنا أعرف … أنا أعرف …أنا أعرف” و ليس لديه استعداد لأن يعطي نفسه فرصة ليتعلم كي يفهم!