لماذا هذا الكتاب مختلف عن كتب «حل المشكلات» التقليدية؟
معظم الكتب تَعِدُك بأدوات جديدة، أو خطوات من خمس مراحل لحل أي مشكلة. هذا الكتاب ينطلق من فرضية مختلفة تمامًا: أغلب المشكلات ليست بسبب نقص الحلول، بل بسبب طريقة التفكير التي تختار هذه الحلول، وبسبب البنية التي تسمح للمشكلة أن تتكرر بصيغ مختلفة.
من منظور STT®، كل نتيجة تراها اليوم هي مخرج طبيعي لبنية تفكيرك، وللطريقة التي تقرأ بها الواقع، وتفسّر بها البيانات، وتوزع بها المسؤولية واللوم. لذلك، أي تحسّن سطحي في الإجراءات لن يصمد طويلًا إذا بقيت البنية الذهنية كما هي.
من العقلية الآمرة إلى العقلية المنظومية
في كثير من المنظمات تسود عقلية Command & Control:
- أوامر تنطلق من الأعلى إلى الأسفل، وتقارير تُرفع للأعلى لطمأنة الإدارة.
- بحث مستمر عن «شخص مخطئ» بدل البحث عن «تصميم ينتج الخطأ».
- إصلاحات سريعة تعطي انطباعًا بالحزم، لكنها تدفن المشكلة في طبقات أعمق.
هذا الكتاب يساعدك على التحول إلى عقلية Systems Thinking التي:
- تنقل السهم من «من أخطأ؟» إلى «أي منظومة أنتجت هذا الخطأ؟».
- تقرأ العلاقات السببية كسلاسل ودورات تغذية راجعة، لا كسهم واحد الاتجاه.
- تتعامل مع كل سياسة أو إجراء كعنصر في نظام مفتوح يتأثر بالسياق الأوسع.
نظرية الأنظمة المفتوحة والواقع الذي تراه… والواقع الذي لا تراه
يعتمد الكتاب على مبادئ نظرية الأنظمة المفتوحة ليعيد تعريف «الواقع الحالي». الواقع ليس ما يظهر في التقرير فقط، بل ما يحدث في:
- القصص المتداولة في الكواليس عن النجاح والفشل.
- طريقة التعامل مع الأخطاء: هل تُستقبل كتعلّم أم كتهديد؟
- الفرق بين ما يُكتب في النموذج الرسمي وما يُمارَس فعليًا في الميدان.
عندما ترى الواقع بهذه العدسة، يصبح القرار القيادي فعلًا منظوميًا، لا رد فعلٍ على حادثة أو مؤشر لحظي.
البطل وكبش الفداء: مؤشر على انخفاض «مستوى النضج المنظومي»
في المنظومات ذات «مستوى النضج المنظومي» المنخفض، يتكرر نمط واضح:
- تضخيم بطل واحد يُنسب له النجاح، ولو كان النجاح نتاج منظومة كاملة.
- البحث عن كبش فداء عند أول تعثر؛ شخص أو قسم يُحمَّل الفشل كله.
هذا الكتاب لا يكتفي بنقد هذا النمط، بل يقدمه كأداة تشخيصية: كلما اعتمدت منظومتك على الأبطال وكباش الفداء، كلما كان «مستوى النضج المنظومي» فيها أقل، حتى لو كانت المؤشرات التسويقية جميلة.
من الحل المؤقت إلى التحول المنظومي
جوهر محتوى الكتاب هو الانتقال من:
- حلول سريعة تُسكِت المشكلة اليوم، وتستدعيها غدًا في مكان آخر.
- إدارة بالأوامر، إلى تصميم واعٍ للمنظومة التي تنتج السلوك.
- إطفاء حرائق متناثر، إلى هندسة متكاملة لمصادر الاشتعال نفسها.
لذلك، «فكر بطريقة مختلفة» لا يُدرَّس ككتاب فقط، بل يشكّل المحتوى الأساسي لدورة «أساسيات التفكير المنظومي – Fundamentals of Systems Thinking» ويُستخدم كأساس لبرامج اعتماد المدربين في التفكير المنظومي داخل المؤسسات الكبرى.
لمن هذا الكتاب فعليًا؟
هذا الكتاب موجّه لمن يعرف أن زيادة الجهد وحدها لن تحل المشكلة، وأن إعادة هيكلة المنظومة تبدأ من إعادة هيكلة طريقة التفكير قبل الهيكل التنظيمي.
- قادة ومديرون يريدون قراءة منظوماتهم بعمق، لا الاكتفاء بتقارير يومية.
- فرق الجودة والمخاطر والتحول التي تريد ربط مؤشرات الأداء بمنطق منظومي متماسك.
- مدربون ومستشارون يريدون الانتقال من عروض عامة إلى محتوى عميق مبني على STT® و SMS®.